تحقيق داليا أمين
” قلبي بيوجعنى” كم مرة سمعنا هذه العبارة من الذين يمرون بظروف نفسية صعبة ؟ فمن المعروف ان الشعور بالزعل والحزن من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى المعاناة من ألم في القلب. فمثلا موت شخص عزيز او الانفصال عن حبيب او ترك الوظيفة يسبب انكسار القلب بل وقد يصل الامر الى حدوث صدمة كبيرة قد لا يتجاوزها الشخص فتؤدى الى الوفاه .. وقد جاء ذلك ضمن بحث جديد ، نشره مجموعة من العلماء في الدنمارك ، يثبت أن الحزن الشديد ، أو انكسار القلب ، ينجم عنه عدم انتظام ضربات القلب ، وهو ما يسبب الموت ، حيث لاحظ العلماء من خلال الدراسة ، أن هناك علاقة بين الحزن والرجفان الأذيني ، وهو النوع الأكثر شيوعاً من أنواع اضطراب ضربات القلب ، بالإضافة إلى خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو القلبية. وسجلت الحالات الأخطر بين الذين تبلغ أعمارهم اكثر من 60 عاماً ، كما وجد العلماء أن الفترة الأشد تأثيراً هي الفترة التي تلي حالة الفقدان ، وتمتد 14 يوماً وربما تصل الى 6 شهور، لينخفض خطر الإصابة بانكسار القلب بعد ذلك تدريجياً
ومن أبرز الحوادث التى هزت المجتمع المصرى بأكمله كانت قصة الرائد هيثم عهدي ، الضابط بإدارة الحماية المدنية بالقاهرة ، والذى لم يحتمل نبأ وفاة صديقه الذى استشهد أثناء محاولته تفكيك قنبلة ، فظل عدة ساعات أسير حزنه حتى توفى فجأة أثر هبوط حاد فى الدورة الدموية ليلحق بزميله وصديقه بعد أقل من 48 ساعة من وفاته
وفى اليمن وتحديدا بمحافظة ذمار، لم يستطع زوج تحمل نبأ وفاة زوجته ، وبالرغم من استقباله للمعزين إلا أنه ظل لمدة ساعتين ونصف فى حالة من الحزن والصدمة ، حتى توفى فجأة وسط المعزين
الحزن والخوف
وقد اعلن الدكتور مجدى يعقوب ، جراح القلب المصري العالمي ، أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على صحة القلب ، أخطرها هو الحزن والخوف فهما عاملان يؤثران تأثيرًا سريعًا على صحة القلب ويعملان على تدهور حالته التي قد تؤدّي إلى الوفاة ، فالألم النفسي والمعنوي ، والحزن الذي يصاحبه يأس وإحباط بسبب ما يتعرض له الإنسان من مواقف عصيبة جميعها أمور تعجل بالوفاة حيث تتضخم عضلة القلب ، مما يجعل حياة الإنسان في خطرٍ ، وقد اكتشف اليابانيون مرضا سموه «القلب المكسور» وهو الحزن الشديد ، حيث يؤذي القلب ، لأنَّه يضخم عضلة القلب يؤدى إلى صدمات قلبية غاية في الخطورة مؤكدا ان أمراض القلب حاليًا تعد من أكثر أسباب الوفاة ، ونصح يعقوب بالضحك والسعادة والرياضة وتغيير ثقافات الطعام والنوم ، وهو أمر ضروري من أجل حياة صحية جيدة
واكد الدكتور سعيد محمود استشارى امراض القلب إن الحزن المفاجئ الذى قد يحدث بسبب وفاة أحد أفراد العائلة كالأهل او الإخوة أو الأفراد المقربين وحتى الأصدقاء يمكن أن يؤثّر كثيراً على المشاعر ويعمل على إفراز الدماغ لهرمونات التوتر التي من شأنها أن تجعل الأفكار المسيطرة على الدماغ سلبية ، كما يمكن أن يؤدي الانفصال عن الحبيب أو الطلاق ، الى كثرة التفكير بالمشكلة التي حدثت وبتفاصيلها وعدم تخيّل الحياة بدون هذا الشخص وكأن عقارب الساعة توقفت. كذلك فقدان الوظيفة يمكن أن يؤدي إلى ضغوط مالية ونفسية كبيرة وانعدام الثقة بالنفس. وهذا المزيج من الضغط والقلق يؤدي إلى الحزن المفاجئ ، وكل هذه الاسباب وغيرها قد ترهق القلب وتسبب له إجهادا، وتعرِّض كثيرين إلى خطر الإصابة بالاكتئاب ، وفقدان النوم والشهية ، مما قد تنتج عنه الوفاة المبكرة.
اعراض المتلازمة
وأوضح أن متلازمة القلب المكسور عبارة عن مرض يصيب عضلة القلب بسبب ارتفاع مستوى هرمونات التوتر. وتبدأ الأعراض بظهور آلام بالذراع الأيسر، ثم ينتقل الألم بعد ذلك إلى الجانب الأيسر من الصدر. ويشتبه الأطباء عادةً بحدوث نوبة قلبية ، وهو ما يتطلب إدخال المريض إلى غرفة العناية المركزة ، ولكن باجراء رسم قلب او الاشعة على شرايين القلب للمريض تبدو بصورة سليمة ولا توجد هناك أي انسدادات ، كما هو معتاد مع حالات النوبات القلبية. الا ان الفحص بالأشعة على المخ بظهر أن نشاط أدمغتهم كان أشبه بنشاط أدمغة مدمني المخدرات الذين يمرون بفترة الإقلاع عنها. ذلك لأن الوقوع في الحب أشبه بالإدمان على المخدرات ، الامرالذي يشرح سبب تعلقك بالحبيب أو الحبيبة وعدم تحمل ابتعادهم عنك. ولكن لا تقلق فهناك حلول للتخفيف من حدة الألم وتخطي هذه المشكلة اوالتعايش معها
التغلب على الحزن
ويرى الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن الحزن في بعض الأحيان لا مفر منه إلا أنه يمكن ان تخففوا من مدته ومن تأثيراته السلبية على جسمكم ونفسيتكم من خلال اتباع النصائح التالية
– التنفس بعمق : حيث أن ذلك يساعد على التخلّص من مشاعر الحزن الداخلية التى تصاحب الفترات العصيبة ، ويساهم في الحدّ من حالات القلق والتوتر بفعالية
– تذكر بعض اللحظات والأوقات السعيدة : الذكريات السعيدة هي العلاج الامثل للحزن ، وذلك من خلال العودة الى بعض اللحظات الجميلة واللميزة والعودة الى بعض الصور التي تم إلتقاطها خلال المناسبات الفرحة ، ما يساعد بفعالية على التفكير بالمواقف المفرحة والإيجابية والجميلة
– تناول بعض أنواع الوجبات المفضلة : لا يجب التردد بالحصول على بعض الطعام اللذيذ من وقت الى آخر للتخفيف من أعراض الحزن والتوتر والقلق
– اللجوء الى ممارسة الرياضة : حيث تساعد على تعديل المزاج وتمنح السعادة من خلال المساهمة في الحدّ من السلبيّة وزيادة الطاقة الإيجابية المفيدة والضرورية للفرد
– تقديم المساعدة للاخرين : لإشغال النفس والإبتعاد عن الحزن ، من الممكن إختيار الإهتمام بمشاكل الآخرين والمساعدة على إيجاد حلول لها ، وهنا نشير الى أن مساعدة الغير تمنح الإحساس الداخلي بالسعادة والرضا وتعزز الثقة بالنفس ، كما أن ذلك يساهم في طرد الشعور بالإكتئاب من خلال زيادة الطاقة الإيجابية والتخفيف من السلبية المفرطة.
– واخيرا أحط نفسك بالأهل والأصدقاء : اقضِ وقتك معهم ، دعمهم سيفيدك جدًّا وسيخفف عنك وستتحسن حالتك النفسية.